عيد المولد النبوي … سنة حسنة

غالبا مايذهب البعض إلى كون الإحتفال بذكرى المولد النبوي هو بدعة من البدع , وبالتالي فمن الأحسن ألا نحتفل بها , وإذا ماسايرنا هاته النظرة وبلغة سلسة فسنجدها نظرة قاصرة بعض الشيء .لنتساءل أولا : ماهي الطقوس التي تمارس قي هدا اليوم بالنسبة للمسلمين طبعا؟؟ , هناك من يعتكف في المساجد والزوايا جاعلا من هذا اليوم كله منارة لذكر الحبيب , مرددا كلمات المدح , وقد يقال إن الأيام كلها للذكر , والجواب هو أن النفس البشرية مطبوعة على الخمول وعلى التكاسل ولكن عندما يكون هناك إطار أو منظومة اجتماعية موحدة فإن هاته النفس تسعى إلى بذل جهد أكبر , ولننظر إلى حال المساجد في رمضان مثلا , وهذا ليس عيبا , ولا يمكن أن ننكر وجود هاته الظاهرة , ولا بد أن نرحب باي شيء يكرس لعمل الخير , وفي السياق ذاته , يسعى اغلب الناس في هذا اليوم إلى تبادل الزيارات والتهاني , وفي الأثر أنه من سن سنة حسنة له أجره وأجر من عمل بها و فما أروع هاته السنة التي تقرب البعيد , وتعيد الدفء للعلاقات الإنسانية , وإن كانت بعض المظاهر السلبية تبرز في هذا اليوم , فتلك الأمور هي من شيم أناس قد يبتدعون تلك المسائل سواء في هذا اليوم أو في عيد الأضحى او ما سوى ذلك من الأيام , في عيد الأضحى مثلا وقد تزامن هاته السنة مع رأس السنة الجديدة , هناك من المسلمين من شرب الخمر , فهل يعني ذلك عدم قدسية هذا اليوم أو أن ننكر ما يوفره هذا اليوم الجليل من حميمية على كل المستويات …ينبغي ان ننظر الى مسائل من هذا القبيل بالعين السادسة , أن ننظر إلى ما تخلقه هاته الأجواء من فرح وسرور , من إحياء للعلاقات وتثبيت لها , من ذكر وتذكر لسيرة نبينا (ص) , أما المظاهر السلبية فهي مظاهر عابرة لكل مكان وزمان , ويكفينا فخرا ان هذا اليوم يشكل جزءا من سلسة محافل دينية واجتماعية يحتفل بها المسلمون , وهي بدلك دعوة مستمرة للرجوع إلى طريق الحق , فمرحى لكل سنة هذا هو هدفها , ولنبتدع مثل هاته البدع التي لا يمكن لأحد أن يجادل في حسناتها….